إن الصحافة الغربية والعربية، والإعلام الغربي والعربي في كثير من قنواته ووسائله، يراهن على الاقتتال بين المجاهدين, خاصة بين الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار، وبين الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني , وبالذات الجناح الذي يقوده أحمد شاه مسعود , بل إن بعض تلك الوسائل مما تحمله بقلبها من الغيظ على المسلمين، وتمني الحرب فيما بينهم, أصبحت تفتعل أخباراً وهمية عن حصول قتال في بعض المناطق بين هذين الطرفين, ولكنَّ اتصالات مباشرة مع القادة الميدانيين بلغني بها عدد من الإخوة تنفي حصول هذا القتال، وتثبت أنَّ كل ما ذكر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات، وترويجات من بعض الصحف ووسائل الإعلام التي تتمنى أن يقع ذلك.
ومع الأسف الشديد أن عدداً من الصحف الناطقة باللغة العربية، كصحيفة الشرق الأوسط وصوت الكويت والحياة وغيرها فضلاً عن بعض الإذاعات العربية، وبعض الإذاعات الأجنبية، كلندن وغيرها, تروج لمثل هذه الأمور وتؤكد المواجهة بين أحمد شاه مسعود وبين القائد الثاني قلب الدين حكمتيار.
أقول: إنهم يفتعلون ويروجون لمثل هذه المواجهة المزعومة التي خلقتها أوهامهم وعقولهم، وأمانيهم، ويتعمدون إثارة النواحي القبلية، فتجد أن كثيراً من هذه الصحف ووسائل الإعلام تتحدث عن أحمد شاه مسعود، وأنه ينتسب إلى قبيلة الطاجيك، بينما قلب الدين حكمتيار ينتسب إلى قبيلة البشتو, وتحاول أن تثير هذه النعرة القبلية لافتعال خصومة بين قبيلتين من القبائل هناك, أو تحاول أن تثير النواحي الحزبية، حيث أن أحمد شاه مسعود يتبع للجمعية الإسلامية وقلب الدين حكمتيار هو قائد الحزب الإسلامي, فتحاول إثارة مواجهة بين الحزب والجمعية, أو تحاول إثارة المنافسة بين الشخصين في الجهود الذي بذلاها في الجهاد، وفي تحقيق النصر الكبير هناك, فلكل منهما جهد, فأما حكمتيار فإن له جهداً كبيراً منذ أول جهاد على كافة الجبهات, وأما أحمد شاه مسعود فقد كان قائداً ميدانياً كبيراً تابعاً لـ برهان الدين رباني في مناطق الشمال.
والأخبار على أي حال تشير إلى عزم حكمتيار على دخول كابل بالقوة إذا لم تستسلم, بينما يميل أحمد شاه إلى الحل السلمي، والتنسيق مع الضباط الذين يمكن أن ينضموا إلى المجاهدين، بل ربما أعلنوا له أنهم ينضمون إليه شريطة المشاركة، أو وجود نوع من المشاركة لهم في حكومة جديدة.