Q قد يكون أحد الأبوين حجر عثرة في طريقي في سبيل الاهتداء، إما من سوء فهم، أو من سوء قصد, كأن يمنعني من الالتحاق بحلقات القرآن، أو مصاحبة الأخيار, فهل أطيعهما في ذلك أم أعصيهما؟ أرشدوني أثابكم الله.
صلى الله عليه وسلم في الواقع أن مثل هذا السؤال ليس الجواب أن يقال لهذا الشاب: يجوز لك معصية أبويك -مثلاً- والتحق بالحلقة, كما أنه ليس الجواب أن يقال: اترك الحلقة، واترك مجالات العلم وأطع والديك, ليس الجواب هذا ولا ذاك.
إن الشاب في معظم الحالات يستطيع بالحكمة أولاً، وبالاستمرار والمحاولة ثانياً أن يوفق بين الأمرين, وهناك عدد كبير جداً من الشباب كانوا يواجهون مثل هذه الحالات، وفي النهاية استطاعوا التغلب عليها.
مثلاً قد يكون عند الأب سوء فهم، فإذا رأى أن الابن حريص ومصر، وفي نفس الوقت هو حريص على طاعة أبيه, فإن الأب يلين عند ذلك, فينظر في هؤلاء الأصدقاء فيجدهم أصدقاء طيبين وصالحين, فيرتاح ويطمئن, وقد يكون الأب يريد ابنه لأعماله الدنيوية، حتى يكون معه في البيع أو الشراء أو في المزرعة, فإذا رأى الأب إن الابن يحرص على قضاء حاجاته في أوقات فراغه، مع مشاركته في الأنشطة الخيرية الأخرى، فإنه يرضى بهذا القدر, وقد يدرك الأب أن ابنه، لو كان منحرفاً لما نفعه بأي صورة من الصور, فهو الآن حين استقام أصبح ينفعه في أشياء كثيرة.
وفي النهاية لو أصرَّ الأب -مثلاً- على ابنه أنه لا يمكن أن يصحب الطيبين، ولا أن يحضر هذه الحلقات فيجوز للابن أن يحضر الحلقات وأن يصحب الطيبين، وأن يحرص على رضا أبيه ما استطاع، ويلين له في القول، ويحرص على قضاء حاجاته، ومساعدته في أعمال دنيوية وغير ذلك.