الأمر الثاني: القيام بواجب النهي عن المنكر داخل البيت

لا بد من القيام بواجب الدعوة والتوجيه داخل البيت, ثم لا بد من القيام بواجب تغيير المنكر, فإذا وجدت منكرات داخل البيت، فليس الحل هو أن تخرج وتهرب من البيت, فالهروب ليس حلاًَ، وليس الحل هو أن تقوم بمحاربة هذا المنكر بتكوين جبهة قوية عن طريق العنف والشدة! كلا لا بد من سلوك السبيل الأمثل, والحكمة والموعظة الحسنة, وعليك أن تسعى لإخراجها بالوسيلة المناسبة، وتستعين بمن تربوا على يديك داخل البيت، وتوصي لأبويك من يقتنعون به، حتى يمكن إخراج هذه الأجهزة، وتغيير هذه المنكرات, فإن لم تستطع فعليك أن تقاطعها، وتربي إخوانك وأخواتك على مقاطعتها, فإذا وجد عدد من الإخوة والأخوات مقتنعين بإخراج هذه الأشياء؛ فحينئذٍ لا بأس بالتصرف الذي يفعله بعض الشباب، وهو أن يقوم بإزالة هذا المنكر بطريقة قد يكون فيها شيء من الشدة, لكنها شدة في موضعها.

بعض الشباب -مثلاً- اهتدى وكان بيته كله منحرفاً حتى الأبوان, وبدأ هذا الشاب -وهو واحد- بحملة للدعوة داخل البيت، وما هي إلا أشهر حتى استطاع التأثير في أخواته فاستقمن والتزمن بالإسلام, ثم أثر في عدد من إخوته, ثم قام هؤلاء بمجموعهم بإخراج الأجهزة المنحرفة، والمجلات المنحرفة وغيرها من البيت وأعدموها فاستسلم الأبوان لهذا الأمر.

بل إن هذا المد الطيب قد سرى إلى الأبوين، فبدأ الأب يحافظ على صلاة الجماعة في المسجد, وبدأت الأم أيضاً تحرص على فعل أمور الخير, وهذه قدوة حسنة لكل شاب مسلم، فعلى الشاب أن يحرص على أن يكون ذا شخصية قوية في البيت, حتى يستطيع أن يشارك برأيه في سائر الأمور التي يحتاج إليها الأهل، وعليه أن يحرص -حين تواجهه مشكلة، ويعجز عن حلها- على أن يستعين بأساتذته ومشايخه وأشياخه الذين لا يعدم منهم رأياً حسناً.

هذا مجمل ما أحببت أن أقوله في هذه العجالة، وأرجو الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يوفقنا لصالح القول والعمل، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015