العبث في الصلاة

Q نرى كثيراً من المسلمين يتحركون في صلاتهم، ولا يعطون الصلاة حقها من الخشوع، وبعضهم يقدم رجله وهو في الصف ويؤخرها، فما حكم ذلك؟

صلى الله عليه وسلم مما لاشك فيه أن الخشوع في الصلاة مطلوب، فينبغي للمسلم والمسلمة إذا دخل في الصلاة أن يُشغل نفسه بذكر الله، وبتلاوة كتابه، وبتعظيم الله، ويحرص كل الحرص على أنه لا يعبث.

ومن الحكم التي من أجلها يمسك المصلي يده الشمال بيده اليمين: من أجل قلة الحركة، ومن أجل أنه يكون أخشع، وأكثر ذلاً واستكانة بين يدي الله تعالى.

فالعبث في الصلاة لا يجوز، ولكن تحديده بثلاث حركات يبطل الصلاة -كما قاله البعض- نقول هذا لا دليل عليه، لا دليل على قول من قال: إن ثلاث حركات تبطل الصلاة، إنما الذي يُبطل الصلاة الحركة بثلاثة شروط:- إذا كانت الحركة من غير جنس الصلاة، وكانت الحركة كثيرة، وكانت الحركة لغير حاجة؛ فحينئذٍ الحركة تبطل الصلاة.

وحذيفة رضي الله عنه رأى رجلاً يخفف الصلاة، ويعبث في صلاته، فعابه وأخبره بأنه ما صلى منذ صلى.

وأحد الصحابة رأى إنساناً يعبث، فقال: [[لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه]] .

فينبغي للمسلم والمسلمة أن يحرص كل الحرص ألا يعبث في الصلاة.

وكثير من المصلين يعبث مثلاً: في غترته، وفي ساعته، ويمسس ملابسه، ويلمس أنفه، ويمسس لحيته.

وهذا كله لا داعي له ولا حاجة، والعبث إذا كان ليس له داع ولا ضرورة ولا حاجة، فلا يجوز.

أما إذا كانت الحركة لحاجة، كما كان الرسول يلتفت إلى الشاب، وكما كان الرسول -أيضاً- خلع نعليه وهو يصلي، وكما كان الرسول يحمل أمامة بنت بنته إذا قام، وإذا سجد وضعها.

فهذه حركة لحاجة، وإذا كان ذلك لحاجة فإنه جائز والحالة هذه.

ومن المعلوم أن كثيراً من الناس في كثير من الأمصار، يعيبون على أهل نجد لكثرة الحركة، وهذا صحيح، الحركة موجودة عند أهل نجد أكثر مما هي موجودة عند الآخرين، وهذا شيء مُشاهد.

فينبغي لنا جميعاً أن نحرص كل الحرص أن لا نعبث في الصلاة، إلا لضرورة ماسة وحاجة لا بد منها.

وكما قلت، أظن قاله بعض العلماء، أو هو عند الشافعية، أو وجه عند الشافعية: أن ثلاث حركات تبطل الصلاة، وهذا لا دليل عليه.

لكن الحركة تبطل الصلاة بثلاثة شروط: إذا كانت الحركة كثيرة، وكانت من غير جنس الصلاة، وكانت متوالية؛ فإذا توفرت هذه الشروط فإن الصلاة تبطل والحالة هذه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015