Q هل هذا حديث صحيح: {من تعلم لغة قوم أمن مكرهم} ؛ لأن كثيراً من الناس يحبون تعلم اللغات الأجنبية لأجل هذا الحديث؟
صلى الله عليه وسلم الحديث لا يصح، حديث: {من تعلم لغة قومٍ أمن مكرهم} لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك فإن في معناه نظر؛ لأن أمن مكر القوم ليس فقط بتعلم لغتهم، فكم من قوم يمكرون بشخص وهم من جنسه ومن بني جلدته، ويتكلمون بلسانه، ومع ذلك يمكرون به ويخادعونه، فوسائل المخادعة كثيرة حتى للأقوام الذين بعضهم من بعض، بل إن مكر القوم الذين هم منك وفيك -في معظم الأحيان- أبلغ من مكر الأباعد.
اللهم إلا أني أقول: إنه لو كان بينهم، لربما تكلموا بكلام يقصدون فيه الإساءة إليه بلغتهم وهو لا يفهمه، لكن هذا فيه بُعد.
فالحديث ليس بصحيح من حيث الإسناد ولا من حيث المعنى.
ولا شك أن الحديث باطل وموضوع، ويتنافى مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} .
وعمر رضي الله عنه يقول: [[لا تعلموا رطانة الأعاجم]] .
ثم -أيضاً- الواقع عكسه، نقول: من تعلم لغة قوم سافر إليهم، من تعلم لغة قومٍ في الغالب ذهب إليهم.
فهذا يكون من الدواعي للسفر إلى أمريكا وأوروبا، إذا كان الإنسان يعرف اللغة يقول: أنا أعبر عن نفسي، وأعرف اللغة، وأمشي مع الناس.
فالأمر بالعكس، ويسوغ أن يقول قائل: من تعلم لغة قومٍ ذهب إليهم أو سافر إليهم.
فالحديث موضوع ولا أصل له، ولا خطام له ولا زمام.
ولم يتعلم أحد من صحابة الرسول اللغة الأجنبية، ما تعلمها إلا زيد لحاجة الرسول صلى الله عليه وسلم.