وقد عني كثير من أهل العلم ببيان الأحاديث الموضوعة، والتحذير منها، وبيان من وضعها.
وممن ألف في ذلك مثلاً: الإمام ابن عراق في كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومنهم الإمام ابن الجوزي في كتاب الموضوعات وفي كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، ومنهم الإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ومنهم الإمام ابن تيمية، وابن القيم، والسيوطي، وغيرهم من أهل العلم.
وممن جمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة من المعاصرين، الشيخ الألباني حيث ألف كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأخرج منه مجلدين، وكذلك جمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة، في الجامع الصغير وزيادته في كتاب مطبوع في ثلاثة مجلدات، سماه ضعيف الجامع الصغير وزيادته وأدخل فيه الضعيف والموضوع.
أقول: عني العلماء منذ القديم ببيان الأحاديث الموضوعة والتحذير منها، ولكن تجدر الإشارة في هذه العُجالة؛ إلى أن جمع الأحاديث الموضوعة وحصرها أمر متعسر أو متعذر؛ وذلك لأن الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينتهي، فكما كذب المتقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكذب عليه الملحدون في هذا العصر وفي العصور القادمة.