قضية الدين: وهذه هي الأساس، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل من نصح لأمته: {فاظفر بذات الدين تربت يداك} اظفر بذات الدين، الدينة؛ لأن المرأة الدينة تحفظك في نفسها، ومالك، وولدك، وتحفظك في سمعتك، فكم من رجل يكتشف أن في بيته معاصي لا ترضي الله عز وجل بسبب امرأة تخونه، أو رجل يكتشف أن ماله ينقص ولا يدري أين يذهب، فيكتشف أنه يؤخذ من داخل المنزل، أو رجل قد يقعده عن الجهاد في سبيل الله الخوف على أطفال صغار، يقول: أنا لا أثق بأمهم أن تربيهم، لأنها ليست الأم التي يمكن أن تقوم فعلاً على تربية الأولاد، ليست دينة ولا صالحة.
كم من إنسان تلطخت سمعته في الخارج، وعلى الأقل افتضحت أسراره، فيأتي الرجل فيجد أن الناس في المجالس يتكلمون عن أسراره في داخل المنزل، لماذا؟ لأنه ما بحث عن المرأة الدينة، والدين كله خير، وكل خير هو في الدين، فحين نقول الدينة، لا نقصد أنها تصلي وتصوم فقط هذا من الدين، لكن أيضاً من الدين أشياء كثيرة: فالخلق من الدين، والحياء من الدين، والمروءة من الدين، والعلم من الدين، وكتمان السر من الدين، والمحافظة على العبادات هو من أهم الأدلة على ذلك، لأن من حافظ على ما بينه وبين الله، وأدَّى الأمانة مع الله عز وجل بالصلاة والصيام والقيام والذكر والتسبيح، فهو -غالباً- أحرى أن يحفظ ويؤدي الأمانة مع العباد.