وأنتقل إلى نقطة ثانية وهي: قضية الشعر.
الشعر أيضاً سر من أسرار الجمال في المرأة، ومع أنه سر من أسرار الجمال توارثته العصور والأجيال، إلا أن مسخ الفطرة في هذا العصر ما ترك شيئاً حتى الشعر، فقد أصبحت بعض الفتيات -كما بلغني ذلك بأسانيد رجالها ثقات- قد يكون لها شعر طويل جداً، فتقوم بقصه قصاً شديداً ولا تبقي إلا شعرات واقفة، قد يكون طول الشعرة مجموعة من السنتيمترات فقط، ويصبح هذا الشعر منفوشاً كأنه شعر شيطان، كأنها أحد الشباب، فتتخلص من هذا الشعر الذي أكرمها الله -تعالى- وميزها به عن الرجال وجملها به، وقصها لشعرها بهذه الصفة ليس لأن هذا يزيدها جمالاً كلا والله لكن لأن هذه رسوم الموضة تقتضي هذا، وحمى التقليد جعلتنا نفقد ليس فقط اعتزازنا بديننا وكرامتنا، بل حتى تقاليدنا، لقد جعلتنا نفقد اعتزازنا بكل ما يمت إلينا بصلة، حتى ولو كان هو الجمال.
وتسريحات الشعر يكثر السؤال عنها، وأيضاً -هنا- لا أريد أن أقول: إن هناك تسريحة معينة تصلح وتسريحة لا تصلح، إنما نذكر شروطاً، متى توافرت هذه الشروط فإن التسريحة تكون محرمة أو ممنوعة.