ألا يشبه لباس المرأة لباس الكافرات

الشرط السادس: أن لا يشبه لباس الكافرات.

وفي سنن أبي داود ومسند أحمد من حديث ابن عمر بسند جيد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} فمن تشبه بالصالحين فهو منهم، من تشبهت بـ أسماء وخديجة وعائشة وحفصة فهي منهنَّ وتحشر معهن يوم القيامة.

ومن تشبهت بالكافرات والفاجرات والفاسقات، من عارضات الأزياء والممثلات والمغنيات والراقصات، فهي منهن وتحشر معهن يوم القيامة {من تشبه بقوم فهو منهم} وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: {رأى عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين فقال لي: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها} فدل على أن التشبه يكون في كل شيء حتى في الثياب.

إذاً: هل صحيح أن بعض الأخوات المؤمنات الطيبات تذهب بنفسها، أو ترسل أخاها الصغير حتى يشتري لها ما يسمى بالبردة، وما هي البردة؟ يطلق النساء هذا اللفظ على مجلات الأزياء، وعلى المجلات التي يكون فيها صور للنساء، قد تكون جاءت من فرنسا، أو من تايلاند، أو حتى من بعض البلاد الإسلامية اسماً، والتي تأخذ تفصيلات الثياب عن الغرب وعن الأجانب، فتخيط المرأة أو تأمر أن يخاط ثوبها على نمط هذه الثياب بما فيه من فتحة واسعة للصدر، وبما فيه من عدم وجود الأكمام، بما فيه من قصر، بما فيه من ضيق، بما فيه من إبراز لمواضع الجمال في المرأة والفتنة، إلى غير ذلك، وكأن بيوت المسلمين وأسواقهم ونساءهم أصبحن أسواقاً مفتوحة لكل تقاليد الغرب وعادات الغرب، دون أن يكون لنا تميزنا نحن المسلمين.

وهذه في الواقع كارثة كبرى، فلم نعد أمة مستقلة، وأمة متميزة، حتى في هذه الأشياء العادية، أصبحنا نأخذها عن عدونا، وأمس البارحة، أتاني بعض الشباب بألوان من الثياب يلم الواحد منا رأسه إذا رآه، ثوب مرسوم عليه صواريخ (باتريوت) يا سبحان الله! وكتابات بلغات مختلفة.

وأعظم وأعجب من ذلك ثوب آخر، مرسومة عليه -إضافة إلى رمز معركة درع الصحراء- مرسومة عليه أعلام الدول الكافرة، أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، وأعلام دول الكفر المعروفة كلها، فضلاً عن بعض الدول الإسلامية، ومنها علم المملكة بطبيعة الحال.

وموضوعة على صدر الفتاة، أو على صدر الفتى.

فأعلام الكفار التي تمثل بلادهم يلبسها المسلم على صدره، وكأنه يقول إن قلبه أصبح مفتوحاً لهؤلاء ولهذه العادات، ولهذه الشعارات التي ما خرجت من بلاد الإسلام، ولا رفعت راية الإسلام يوماً من الأيام، وإن كان من بينها بعض شعارات الدول الإسلامية، لكن معظمها شعارات كافرة، فكيف يكون هذا؟! وغداً -وليس بالبعيد- ستجد الثياب نفسها، وعليها صور لرجال رؤساء تلك الدول وزعمائها وكبرائها، ويلبسها الرجال وتلبسها النساء، ولماذا نستغرب هذا، ونحن نذكر أن هناك ملابساً كانت تأتي عليها صور مغنيين ومغنيات، أو فنانين أو فنانات، أو عليها كلمات مكتوبة باللغة الإنجليزية، وقد يلبسها الفتى أو تلبسها الفتاة، وهم لا يفقهون معنى الكلمة، وقد يكون معناها بذيئاً أو ساقطاً لكن لا يعرفون.

بل معناها هناك عبارات أحياناً قد تدل على نوع من الفساد، مكتوبة على الثوب ويلبسها الإنسان وهو لا يعرف معنى هذه الكلمة، أو قد يعرف أحياناً.

فلا يجوز أن يتشبه الرجل المسلم أو المرأة المسلمة، بلباس الكفار بحال من الأحوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015