أهمية تخصيص الحديث عن المرأة وشئونها

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فهذه ليلة الجمعة، الثالث عشر من شهر رمضان، لعام ألف وأربعمائة وأحد عشر للهجرة، وقد جاءتني طلبات عديدة من أكثر من واحد من الإخوة والأخوات؛ يطلبون تخصيص الحديث في هذه الليلة عن المرأة، وهذا مطلب عادل، لأن المرأة نصف المجتمع كما يقال.

بل هي أكثر من نصف المجتمع من الناحية العددية، فإن عدد النساء في كل مجتمع يفوق عدد الرجال، أحياناً يفوقه بأكثر من النصف، ففي بعض المجتمعات كل مائة رجل يقابلهم مائة وخمسون أو مائة وستون امرأة، وهذا يكشف عن جانب من سر التشريع في إباحة الإسلام تعدد الزوجات، لأن عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال إجمالاً.

كما أن عدد النساء في الآخرة أيضاً أكثر من عدد الرجال، فالنساء في النار أكثر من الرجال، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {تصدقن ولو من حُليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار} وكذلك في الجنة، النساء فيها أكثر من الرجال، وهذا سرٌ يجب أن يعلم، بل ليس بسر، فكل رجل من أهل الجنة على الأقل له زوجتان، ومنهم من يكون له سبعون زوجة من الحور العين كما هو الحال بالنسبة للشهيد، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم جميعاً من الشهداء في سبيله.

المهم أن النساء في الجنة أكثر من الرجال بكثير، وكذلك الحال في النار، فالنساء في الآخرة أكثر، والنساء في الدنيا أكثر أيضاً، ولهذا فإن تخصيص الحديث عن المرأة -ولو لبعض الوقت- هو مطلب عادل، وخاصة مع توفر النساء في مثل هذا الشهر الكريم في المساجد، وهي فرصة لا تتكرر ولا تعوض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015