أزمة غياب الثقة داخل الأمة

هناك أزمة نستطيع أن نعبر عنها بأزمة الثقة, غياب الثقة داخل الأمة، فهناك أزمة ثقة بين الحاكم والمحكوم، تبادل المخاوف والشك والظن وعدم الثقة.

هناك أزمة ثقة بين الطالب والمدرس, هناك أزمة ثقة بين الناصح والمنصوح, بين جيل الشباب والشيوخ, بين الرجل والمرأة, بين المدير والموظف وهكذا.

وكل هذه الأزمة مبنية على سوء الظن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:12] , جعلت الأمة تتمزق إلى طوائف شتى, وإلى فرق مختلفة, وإلى طبقات متناحرة, لا يثق بعضها في بعض, ولا يتعاون بعضها مع بعض.

وترتب على ذلك تعطيل المهارات والكفايات وقدرات الأفراد, وأصبحت هذه الأزمة, أزمة الثقة، تكبل الفرد عن الإبداع والإنتاج والاجتهاد والتعاون, وهذا مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال لـ معاوية: {لا تتبع عورات الناس، فإنك إن تتبعت عوراتهم أفسدتهم أو كدت تفسدهم} .

إن تتبع العورات من قبل المدرس -مثلاً- الذي يتتبع عورة الطالب, أو الابن الذي يتتبع عورة أبيه, أو الحاكم الذي يتتبع عورات الرعية, أو الرجل الذي يتتبع عورة المرأة, أو العكس في ذلك كله, إنه دليل على فقدان الثقة, بحيث أصبح الإنسان يبحث عن العيوب, وإذا لم يجدها حاول أن يصطنعها ويختلقها، وهكذا يقع الفساد العريض في المجتمع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015