Q كثير من الشباب مقصر في المسئولية التي على عاتقه، حيث يقول: ما هو دوري؟ وأنا واحد لا أستطيع التغيير، فأرجو توجيه كلمة للشباب؟
صلى الله عليه وسلم هذا هو مجال المحاضرة كلها، أن الإنسان شاباً أو شيخاً، يجب أن يتخلى عن السلبية وإلقاء التبعية على الآخرين، ويترك التنظير ويعمل، إن أي واحد تأتي به، يمكن أن يحل لك مشاكل الناس بالكلام النظري، ويقول كان يجب أن يُفعل كذا وكذا ويحلل أموراً كثيرة، لكن عندما تقول له: ماذا صنعت؟ إنه لم يصنع شيئاً، فلا نريد التنظير.
نحن الآن مثل قوم يمشون في سفينة؛ فبدأت السفينة تجاذبها الرياح، ذات الشمال مرة وذات اليمين مرة أخرى، والأمواج تلطمها هنا وهناك، فهل يصح حينئذٍ أن يصبح ركبان السفينة يتناقشون ويجادلون: كان المفروض أن نأتي من هنا، وكان المفروض كذا وكذا، وكل واحد يعطينا مخططاً أو خريطة للبحر وطريقه، وما أشبه ذلك، هذا لا يصح، إنما نقول: اعمل ما تستطيع في تهدئة السفينة الآن، وتوجيهها إلى الطريق المستقيم، وإزالة المخاطر التي تعاني منها، وبعد ذلك فكر كما تريد.