التوقف بحجة زمن الفتنة

خامساً: من المهارب التي نهرب إليها: أننا نتوقف بحجة أن هذه أزمنة الفتن, نحن في أزمنة الفتن، وننسى أن الفتنة نفسها هي ثمرة انحراف في الأمة, وإنما جاءت الفتنة بسبب الانحراف في الأمة، ولذلك ما جاءت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا في عهد أبي بكر , ولا في عهد عمر , إنما جاءت في عهود المتأخرين، وكلما تقادم الزمان كثرت الفتن.

إذاً الفتن التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، لا تتصور أنها كمطر السوء، العذاب الذي يمطر على الناس من السماء, بل إن الفتن تخرج من واقع الأمة أيضاً، بسبب أخطاء الناس ومعاصيهم وذنوبهم وظلمهم لأنفسهم تأتيهم الفتن, فإذا نظرنا إلى الفتنة ووجدنا أنها أمر حتمي لا بد منه, بحكم أن الأسباب وجدت, لكن لو نظرنا إلى الأسباب، هل الأسباب التي أدت إلى الفتن وهي الذنوب والمعاصي -حتمية- وكان لابد أن نعصي الله عز وجل؟! كلا، كان بإمكاننا أن نطيع الله عز وجل في ظاهرنا وباطننا، على المستوى الفردي والجماعي والرسمي والشعبي، فنسلم من هذه الفتن, لكن وقعنا في المعاصي، فجرتنا إلى هذه الفتن التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015