وأخيراً: وهذه هي القاعدة الأخيرة، أتوج بها تلك القواعد، ألا تشغلك التجارة، ولا الصفق في الأسواق عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والدعوة، وطلب العلم، والجهاد، بل عليك بالاعتدال في ذلك كله، وأن تكون أسوةً حسنة، فإنه استقر في أذهان بعضهم، أن الاشتغال بالتجارة يعني الإعراض عن الآخرة، حتى لو رأينا واحداً من أصحابنا، وربعنا قلنا إنا لله وإنا إليه راجعون، فلانٌ قد تغير!! ما الخطب؟! قال: والله رأيته يتاجر، هذا عمل مباح، بل مشروع، إذا أراد به وجه الله عز وجل، ولا بد للأمة من مثل ذلك.
أما تلك الأفكار المستقرة في نفوسنا، التي تجعل الواحد يتهيب، ويخجل، ويستحي، فينبغي أن نزيلها، أما شدة الرقابة على النفس، والملاحظة، وألا يتحول الإنسان إلى عبدٍ في الدنيا يركض وراءها، فلا شك أن هذا من أهم ما ينبغي السعي إليه، والحرص عليه ومن الطريف أنني حينما أعلنت عن هذا الدرس، جاءتني عدد من القصاصات، من بعض الإخوة، يقولون: نخاف ونخشى أن يتحول الأمر!! على كل حالٍ يا أخي إلى الآن ما بدأنا حتى تخاف وتخشى، من المفروض أن ينزل الناس إلى السوق، وإذا نزلوا إلى السوق، نقول لهم بارك الله فيكم انتبهوا، لا تلهيكم التجارة والمال عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.
ولا تغفلوا عن حفظ القرآن، ولا عن حفظ السنة، ولا عن الجهاد، ولا الخ، أما قبل ذلك، وأن يكون هذا الأمر حاجزاً لنا عن العمل، فلا ينبغي.