تحقيق الأمن الاجتماعي للمسلمين والاقتصادي والغذائي، كما أسلفت، وينبغي أن نعلم أيها الإخوة أن الأمة التي لا تملك اقتصادها، لا تملك قرارها، فالدول الغربية أحياناً تقع رهينةً للشركات الكبرى، حتى الولايات المتحدة وغيرها تقع رهينةً للشركات الكبرى، وقد تُصدر قرارات مراعاةً للشركات، فقد تصدر قراراً ببيع بعض الطائرات، مع أن هذا القرار لا يخدمها سياسياً؛ ولكنه لضغوطٍ من شركات تصنيع الطائرات، إلى غير ذلك.
فتصبح القرارات السياسية رهينةً لإرادة ورغبة الشركات الكبرى، وهكذا الأمر بالنسبة لمجتمعات المسلمين، فالذي يملك التجارة يؤثر في الناس، ويضغط عليهم، ويستطيع أن يؤثر في اتجاهاتهم، ونحن جميعاً نذكر القصة التي رواها مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة، وهي قصة ثمامة بن آثال الحنفي رضي الله عنه الذي أسلم، وقال لقريش: [[والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم]] .