بناءً على ذلك الإيمان، فإن المسلم يملك هدفاً واضحاً، لماذا تقاتل مثلاً؟ لماذا تشتغل؟ لماذا تعمل؟ فعند المسلم هدف واضح، إنما أريد ما أريد لله، فهدف المسلم أنه يريد في الدنيا العزة للإسلام، ويريد في الآخرة الجنة، حتى لو ترتب على هذا أن يذل نفسه كفرد، المهم هو عز الإسلام ولو قتلنا، فالمهم أن يحيا الإسلام، فالمؤمن لديه هدف واضح، فهو يعرف من يعادي، ومن يوالي، ليس العداء والولاء، والحب والبغض، بالنسبة للمسلم قضية مصلحة، أو قضية عاطفية، أو قضية دنيوية، أحب هذا لأنه ينفعني، أو يدفع عني، أو لأنه قريبي، أو جاري، لا، أنا أحب هذا لأنه ولي لله، وأبغض هذا لأنه عدو لله، وهكذا الأمة تعرف أعداءها الحقيقيين، فتحاربهم، وتعرف أصدقاءها الحقيقين فتواليهم وتقربهم، ويوم تختلط الأوراق، فيتحول العدو إلى صديق، ويتحول الصديق إلى عدو، حينئذٍ تكون الأمة في فترة من أحلك فترات تاريخها.
فالأمة المسلمة تملك منهجاً واضحاً تعرف به العدو من الصديق وأعظم محك يميز العدو من الصديق هي الشدائد، كما قال الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي فالأمة تعرف أعداءها الحقيقيين على ضوء كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإنها تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء، ومع أولئك، لا تتعامل مع العدو على أنه صديق، ولا تتعامل مع الصديق على أنه عدو، لا نقرب هذا ولا تبعد ذاك.