الإيمان بالملائكة

حين تنظر إلى قضية الملائكة، فإن الملائكة مصدر عزة، فإن كنتم تكاثروننا بالبشر، وتقولون -مثلاً- أمريكا كذا مائة مليون، أو روسيا كذا مائة مليون! فعندنا نحن رصيد من الملائكة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته لله عز وجل أو راكع أو قائم} فإذا كانت القضية قضية عدد، فهؤلاء الملائكة من يحصيهم؟! والبيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر:31] ثم ليس هؤلاء مجرد أرقام، هؤلاء ملائكة، وهم مسخرون بالدعاء للمؤمنين، قال تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7] إلى آخر الآيات، أما هؤلاء الأرقام التي تفاخروننا بها من الروس، والأمريكان، واليهود، والنصارى، والبعثيين، إلى آخره، فهؤلاء أرقام بلا رصيد، فهم مثل الأصفار، أرأيتم لو أن إنساناً جمع أصفار الدنيا كلها، هل تصل إلى أن تصبح رقماً واحداً صحيحاً؟! أبداً، فلو ملأتم الدنا ما عدلتم مؤمناً، فالصفر صفر، وليس هناك فائدة في كثرة العدد إذا كانت أصفاراً لا تنفع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015