قرار في تركيا يسمح بالحجاب

ولعل من الغريب، العجيب، والمضحك، المبكي، وهو مفرح أيضاً: أن نقرأ في الأخبار -قبل أيام ليست بالبعيدة- أنه في تركيا مركز العلمانية، ومنطلق العلمانية، وأول دولة إسلامية حُكِمَتْ بالعلمانية على يد اليهود يهود الدونما، وزعيمهم المعروف مصطفى أتاتورك: الذي لمعه الغرب ليؤدي دوره في هدم الإسلام، أن نسمع في هذه البلاد خبراً يقول: "صادق البرلمان التركي على قرار يسمح بدخول الطالبة المحجبة الجامعة"، وأقر رئيس الدولة هذا القرار بحيث يصبح ساري المفعول، وبناءً على هذا القرار الذي يسمح للطالبة المحجبة بدخول الجامعة -وهذا هو الغريب في الأمر-: رجع عشرة آلاف طالبة تركية إلى الجامعات.

فعشرة آلاف طالبة تركية رفضن الدراسة في الجامعة لأن الجامعة تفرض عليهن السفور، وتمنعهن من الحجاب، فلما انتصر القرار الذي يسمح -يسمح فقط- بلبس الحجاب للطالبة الجامعية، رجعت عشرة آلاف طالبة إلى الجامعة، أي أن عشرة آلاف طالبة مستعدات للتضحية بالدراسة، وبالجامعة، وبما يسمونه "المستقبل"؛ من أجل المحافظة على الحجاب، ولك -أختي المسلمة- أن تتصوري أيضاً، كم من ألف طالبة تتمنى أن تتحجب لكنها لا تضحي بالدراسة فتذهب إلى الجامعة غير محجبة، مكرهة، وهي تتمنى أن يتاح لها الفرصة لأن تتحجب.

لا شك أن هذا يعد، لا أقول بعشرات الألوف، بل بمئات الألوف من الطالبات، ومعنى ذلك أن الجامعات في تركيا سوف تشهد توجهاً كبيراً نحو التزام الحجاب، وهذا ما جعل العلمانيين في تركيا يسخطون، ويمتعضون، ويقومون بالمظاهرات احتجاجاً على الإذن بالحجاب، وبعضهم أضرب عن التدريس ودخول الفصول.

ولعل مما يفرح المؤمن أن مجموعة من العلمانيين في تركيا في ذلك اليوم ذهبوا إلى قبر أتاتورك زعيمهم اليهودي الهالك، ووضعوا أمام قبره الورود والزهور، والرياحين، وقالوا كلمات معناها: يا أتاتورك، لقد تنكر المجتمع التركي لمبادئك العلمانية الكافرة.

إن المجتمع التركي يشهد عوداً إلى الدين.

إن من الغريب أنه في الوقت الذي نجد الجامعات المصرية تمتلئ بالطالبات المحجبات، وأصبح الحجاب أمراً عادياً، بل من العجيب، والغريب أنه في الوقت الذي وجدنا الفتيات المؤمنات، حتى في بلاد الغرب يلتزمن الحجاب؛ أن نجد من يطالب بخلعه هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015