الصحوة بدأت مبكرة

أما في هذه البلاد، فإن من نعمة الله عز وجل أن الصحوة بدأت مبكرة، بل سبقت تيار الفساد، ولا شك أن حجم انتشار الخير، والفضيلة، والدين، والتقوى، والعلم، والصلاح، والإصلاح في بلادنا؛ أكبر بكثير من حجم انتشار الفساد صحيح أن المجتمع في الماضي كان مجتمعاً بعيداً عن كل هذه الأمور، كان مجتمعاً أقرب إلى العادية.

لكن المجتمع -لا شك- يسير كما ورد في بعض الآثار أن الناس سيتميزون إلى معسكرين: معسكر إيمان لا نفاق فيه، ومعسكر نفاق لا إيمان فيه، ولذلك بدأنا نلاحظ أن المجتمع فعلاً بدأ يتميز، فأصبح يظهر في مجتمعنا نماذج عفنة من المنحرفين من دعاة الرذيلة، دعاة النساء، ودعاة الانحلال الفكري، والانحلال الخلقي، وفي مقابل ذلك بدأ يظهر في مجتمعنا نماذج مشرفة، وكثيرة، وكبيرة، وقوية، من طلبة العلم، والدعاة، والعلماء، والمؤمنين، والمجاهدين، والمتمسكين بالإسلام عن وعي، وبصيرة لاعن تقليد ووراثة وهذا النوع يبرز في أوساط الرجال كما يبرز في أوساط الفتيات سواء بسواء.

إذاًَ: تيار التدين، وتيار الاستقامة، وتيار الصلاح، تيار الصحوة في بلادنا، سبق تيار الفساد، ولم يكن رد فعل لتيار فسادٍ عرض في مجتمعنا؛ بل هو أصالة لهذا المجتمع، فهذا المجتمع لم يشهد حالات من التعاسة الخلقية غامرة تغطيه كله، ثم بعد ذلك شهد انتفاضة ورجوعاً إلى الله عز وجل.

كلا! بل هو مجتمع لا يزال يعيش أصالة الإسلام، والالتزام بهذا الدين، والمحافظة على الأعراف، والمحافظة على الأخلاق، وإن وجدت فيه بوادر كثيرة من الانحراف؛ لكن تيار التدين والصحوة سبق الانحراف في مجتمعنا بكثير هذه واحدة، وهي لا توجد في أي بلد آخر على الإطلاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015