رفع راية للنساء

-كما يقولون- إلقاء حجر في هذا الماء الراكد؛ لتحريك وضع المرأة، وحياة المرأة، وحالة المرأة، وإثارة المعاني والمشاعر عند كل من يوجد في قلبها مرض كأنهن يردن بهذا العمل رفع راية تلتف حولها النساء الراغبات في التحرر -كما يقال- في كل مكان.

ولذلك: لا غرابة أن تجد أصواتاً منكرة هنا وهناك تنادي بما نادت به أولئك النسوة، أو تنادي بأمر قريب منه، أو شبيه به، وإن كانت أصواتاً قليلة، وأصواتاً هزيلة، وأصواتاً هي شذوذ يثبت القاعدة ويؤكدها ويحققها، إلا أن هذه الأصوات إنما ظهرت وارتفعت، يوم سمعت بذلك الصوت المنكر من تلك الفئة الباغية التي تنادي بقيادة المرأة للسيارة، ومن وراء ذلك تنادي بالحرية، وهي إنما تقصد أن ترفع راية تلتف حولها النساء الداعيات إلى التحرر.

وقد اتصل بي عدد من الطلاب من أمريكا يتكلمون عما يفعله الإعلام الغربي بعد هذه الحادثة الكبيرة، وكيف أنه أصبح ينفخ في نار الفتنة، ويحاول أن يبرز الشذوذات الموجودة في مجتمعنا، ويرسم نماذج للنساء المنحرفات والفاسقات، وماذا يطالبن به؟! ويعمل المقابلات مع أعداد كبيرة من هؤلاء النسوة، حتى البالغات إلى غاية الشذوذ ممن يطالبن بالرذيلة علانية، وإتاحة الفرصة للفساد وللفجور، ويطالبن بذلك بشكل صريح، وألفاظ لا تحتمل اللبس ليبرز مثل هذه الشذوذات، ويحاول أن يصور أن المجتمع أو أن الجيل الجديد من المرأة السعودية يطالب بذلك -يطالب بكل تعاسة الغربيين، حتى ممارستهم للجنس قبل الزواج- لا يمانع في ذلك فيحاول الغرب، وإعلامه أن يبرز المرأة في هذه البلاد على أنها كذلك، وإنما يمنعها من ذلك العادات والتقاليد، والأنظمة المفروضة بالقوة.

هكذا يريد الغرب أن يصور لنا واقع الفتاة المسلمة، وواقع الجيل الجديد من المرأة السعودية -كما يقول.

فهذا هو الأمر الأول الذي تريده أولئك النسوة، أن يلتف حولهن عدد من الأصوات المنافقة، الأصوات التي تربت على موائد الغرب، وعلى مدارسه، وتخرجت من جامعاته، وعاشت فيه؛ حتى ترتفع هذه الأصوات في كل مكان؛ فتحدث خلخلة في المجتمع، يصعب تلافيها أو إسكاتها هذا من أهم مقاصدهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015