السؤال يقول: يا فضيلة الشيخ إني أحبكم في الله، ونرجو منك تكرار الزيارة إلينا في هذه البلدة لنستفيد مما أعطاك الله، ثم يقول: ما رأيك عمن يتكلم في العلماء بالسب وغير ذلك، بسبب الفتوى الذي يفتي بها بعض العلماء التي لا توافق رغبته؟
صلى الله عليه وسلم أحبك الله، أما الكلام في أهل العلم، فهذا من علامة أهل البدعة؛ إذا رأيت الرجل يقع في أهل العلم وأهل السنة، فأعلم أنه أقرب إلى الهوى، ولا يحق للإنسان أن يتكلم في عالم، وأقصد بالعالم، العالم الحق، الذي يخشى الله عز وجل، والوقوف عند حدود الله، والتي أذعنت له الأمة ودانت لعلمه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {أنتم شهود الله في أرضه، من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار} فإذا تكلمت الأمة بلسان واحد، وأثنت على عالم، فهذا العالم له قدره ومكانته، ونرجو له الخير عند الله عز وجل.
وأما كون الفتوى توافق الإنسان أو لا توافقه، فهذا أمر آخر، فإن مسائل الاجتهاد مما لا ينبغي فيها التعنيف على من خالف، وإن اجتهد وأصاب فله أجران، وإن أجتهد وأخطأ فله أجر واحد، فلا تعنف على من خالف ما ترى، هذا إذا كنت أنت طالب علم، أو معتمداً على قول عالم آخر، أو طالب علم آخر، أما إذا كان لمجرد نظرة شخصية، فهذا لا يصلح، بل على الإنسان أنه لا ينتقل من عالم إلا إلى عالم، أي أنه لا تنتقل من عالم لتأخذ برأيك الشخصي، لا، ممكن أن تنتقل من عالم وتأخذ برأي عالم آخر في مسألة أنت مقتنع بأن قول هذا العالم: هو الصواب، وأعمق، وأبعد، وأدق نظراً، هذا حسن؛ لأن العالم ليس معصوماً من الخطأ، وليس نبياً يتبع في كل شيء، بل هو يجتهد بحسب وسعه، وهو مأجور عند الله عز جل ما دامت نيته صالحة، إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.