هل للمسلم حرية في إظهار دينه في بلاد الغرب

Q تعلمون عداوة الغرب للإسلام وأهله، ولكن يشكل على البعض أن أي مسلم يستطيع إظهار شعائر دينه وبكل حرية، بل يستطيع أن يدعو إليه وذلك في بلد الغرب، فكيف يحل هذا الإشكال الوارد على بعض الناس؟

صلى الله عليه وسلم هذه مجرد لمحات وإشارات، ومن جهة عليك أن تلقي نظرة عابرة على جهود المنصرين في أنحاء العالم الإسلامي، وبالذات العالم الأكثر فقراً، انظر إلى جهودهم وقدِّر ما هذه الجهود وما هي دوافعها، ومن جهة أخرى ليس صحيحاً أن كل مسلم يستطيع أن يظهر شعائر دينه، وما قصة الفتيات المغربيات في فرنسا عنا ببعيد، الإسلام ما دام محصوراً في مستوى معين لا يشكل خطراً عليهم فهم يغضون الطرف عنه، لكن حين تزداد أسهم الإسلام ويرتفع قدره في بلادهم، سيكون هناك شأنٌ آخر لهم مع الإسلام، وهذا بدأ يظهر الآن في الغرب، في أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

أمر ثالث أن تلك المجتمعات أصلاً مبنية على الكفر، ولذلك هي في الواقع تحرج المسلم وتفرض عليه المخالفة في قوانين كثيرة يضطر هو أن يسايرها شاء أم أبى، بحكم المجتمع، نعم يستطيع أن يصلي، ويصوم، لكن هناك أشياء أخرى كثيرة، حتى الصلاة قد لا يكون هذا متيسراً في كل حال، قد يكون مربوطاً بعمل وبأمور اعتبارات كثيرة جداً تمنعهم من ذلك.

أمر آخر، أنه قد تجد أحياناً أن جمهور الناس هناك -وأنبه إلى هذا لأهميته- كجمهور المسلمين في كثير من البيئات، صارت صلتهم بالدين ضعيفة جداً لكنها باقية، فمثل هؤلاء قد يتعاملون مع المسلم بصورة عادية، لا يحسون بحساسية شديدة تجاهه، لكن لو صار بينهم وبين المسلمين أخذ وجذب وعداء وحروب، أو صار الإسلام خطراً يهددهم، هنا قام زعماؤهم سواءً الزعماء السياسيون أو الزعماء الدينيون، فأثروا وحركوا حماس وحمية الناس لدينهم فتحركوا.

هذا هو الموجود في بلاد النصارى منذ زمن بعيد، وهو -أيضاً- موجود بصورة عكسية في بلاد المسلمين، بمعنى قد تجد في مجتمع ما من مجتمعات المسلمين أناس لا يصلون وصلته بالدين واهية، ويمكن يسخر من المتدينين، لكن لو جاء قوم من الكفار وأغاروا على هذا الحي أو على هذا البلد المسلم، لربما كان هذا الإنسان الذي لا يصلي من ضمن المدافعين، حمية لإخوانه وبني عمه وللمسلمين معه وللناس الذين عاش معهم، لكن صلته بالدين واهية جداً، أثر بعد عين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015