Q ما رأيكم فيمن يقول إن كلامكم حول التخصص هو حجة أيضاً على علماء الشرع عندما يتكلمون في بعض القضايا السياسية والاقتصادية مما لا يدخل في تخصصهم، فكيف تكشف هذه الشبهة؟
صلى الله عليه وسلم هذا الكلام جميل، وقد ذكرت خلال حديثي عن الطبيب أن من حقه أن يبحث مسألة فقهية بشرط أن يسلك الطريق الصحيح، فيذهب إلى كتب الفقه، ويجمع الأقوال والأدلة، ويصل فيها إلى نتيجة معينة، وحسن جدا، لو عرض هذه النتيجة على عالم أو متخصص، وهذا الكلام نفسه نقوله عن عالم الشرع: أنه لو أراد أن يبحث قضية اقتصادية أو قضية سياسية هو عن حكم الله ورسوله فيها، فكيف نستطيع أننا نجعله يتصور هذه القضية تصوراً صحيحاً، ويدرك أبعادها الحقيقة، لا شك أن هذا العالم عليه أن يستعين بالمختصين ليطمئن على سلامة النتائج التي توصل إليها.
ثم هناك قضايا كثيرة ليست من باب الاختصاص، نستطيع أن نقول إنها ربما تكون مشاعة لطبقة معينة من المستمعين يتكلم فيها الجميع، ويتحدث فيها الناس في الإذاعات وفي المجالس وفي الأحاديث وفي الصحافة وفي كل ميدان، ففي هذه لا تنظر إلى عالم الشرع باعتبار أنه عالم شرع فقط، هو أصلاً كإنسان له قدرٌ من العلم بهذا الشيء، وكمسلم ومتخصص له قدر وتصور في هذا الأمر وحكم الله ورسوله في ما يئول إليه.