ابن المبارك صادع بالحق

وكان الرجل قوالاً بالحق كما قال الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته, سواء في شأن العلماء أم شأن السلاطين، سواء في الشعر أم النثر كما هو معروف محفوظ في سيرته, إنه الإمام المبارك عبد الله بن المبارك.

قال العباس بن مصعب: جمع عبد الله بن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس -أي: المغازي والسير- والشجاعة والسخاء والكرم والتجارة والمحبة عن الفرق.

وقال الحسن بن عيسى: اجتمع جماعة من العلماء مثل الفضل بن موسى ومخلد بن الحسين، فقالوا: تعالوا نعد خصال عبد الله بن المبارك من أبواب الخير ما هي؟ قالوا: العلم، الفقه، الأدب، النحو، اللغة، الزهد، الفصاحة، الشعر، قيام الليل، العبادة، الإنصاف، الغزو، الحج، الشجاعة، الفروسية، القوة، ترك الكلام فيما لا يعنيه، قلة الخلاف على أصحابه، قال حبيب بن الجلاب: سألت عبد الله بن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل أن يكون عاقلاً, قال: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب, قال: فإن لم يكن حسن الأدب ولا عاقلاً؟ قال: أخ شفيق يستشيره ولا يستبد برأيه, قال: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل يسكت, قال: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.

مررت بقبر ابن المبارك غدوة فأوسعني وعظاً وليس بناطق وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي غنياً وبالشيب الذي في مفارقي ولكن أرى الذكرى تهيج عاقلاً إذا هي جاءت من رجال الحقائق إن عبد الله ابن المبارك من رجال الحقائق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015