الوقفة الخامسة: الكلمة التي ننتظرها منك، أنت شخصياً، ليس شرطاً أن تكون جديدةً لم تسبق إليها، ولا ابتكاراً لم يتفطن لها أحد، ولا معنى غاب عن ذهن فلانٍ وفلان، هذا ليس بلازم؛ بل من الممكن أن تذكِّر أنت بالشيء المعروف، فتوصي العالم أو الداعية، أو المسلم العادي بالإيمان، أو بالتقوى أو بالصبر، أو بالإخلاص لله تعالى في عمله، أو تحذره من الظلم أو من الانحراف، أو من العجب أو من الغرور، أو من العجلة والطيش إن هذا هو الذي يصنع الرأي العام في الأمة حقاً، وما ظنك بإنسانٍ -أي إنسان- وصلته مائةُ رسالة كلها ليس فيها إلا: اتق الله ودع ما تصنع، وتذكر الإخلاص لله تعالى فيما تعمل، أو فيها انتقاد على قول أخطأ فيه، أو على فعلٍ أو موقف اتخذه، لابد أن يعرف هذا الإنسان عيوبه ويراجع موقفه؛ فإن كان فعله عن اجتهاد؛ محِّصِ الرأي من جديد، وإن كان فعله عن هوى، فربما ارتدع عن هواه.