طلب العلم لغير الله والاستشفاء به

من ذلك أنه في المتن في الصفحة [14] يقول: عن حماد بن سلمة رضي الله عنه، ورحمه الله أنه قال: [[من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به]] أي: أن الله تعالى قد يفضحه ولا ييسر له تحصيل العلم، وقد يسوء حاله، وهذا لا يدعو الإنسان إلى ترك طلب العلم والحديث؛ لأن هذا من مداخل الشيطان، لكنه يدعو الإنسان إلى أن يصر على طلب العلم والحديث، ويصر أيضاً على مجاهدة القلب على إصلاح النية، ودفع الواردات التي تعكر صفاء نيته.

وفي صفحة [18] ذكر المصنف أن سفيان الثوري كان يمشي إلى إبراهيم بن أدهم ويفيده، وأن أبا عبيد كان يمشي إلى علي بن المديني يسمعه غريب الحديث.

وهذا فيه إشارة إلى التواضع وأنه لا بأس أن يأتي الإنسان إلى من هم أفضل منه يسمعهم بعض الشيء أو من يكونون أسن منه، وإنما يصان العلم عن الإتيان عمن ليسوا كذلك.

وفي صفحة [27] ذكر المصنف رحمه الله الاستشفاء بالعلم قال: كان بعضهم لا يترك الاشتغال بطلب العلم بعروض مرض خفيف، أو ألم لطيف، بل كان يستشفي بالعلم ويشتغل بقدر الإمكان كما قيل: إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحياناً فننتكس والإنسان ينتكس أي: وتعود عليه العلة بعد مفارقته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015