مما يؤكد أن هذا قد يكون عند بعض الطلبة أنك تجد الطالب أحياناً وهو صغير السن يبدأ يتقمص هيئات وشخصيات الشيوخ فيخض في ثياب غير ثيابه، ويسابق في ميدانٍ ليس له، فتجده وهو شاب -أحياناً- ما خط شاربه يلبس البشت -مثلاً- وما هو لبس البشت! هل هو سنة؟! لا أعلم أن لبس البشت سنة، ولا ورد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء؛ لكنه شعار صار يلبس في المناسبات، أو تلبسه طائفة من الناس، فلماذا يكون الإنسان حريصاً عليه، وقد يضطر إنسان إلى لبسه وإن كان لا يرى ذلك، حتى أذكر أنني تكلمت يوماً في أحد المساجد في محاضرة، ولم أكن لابساً لهذه العباءة فلحقني بعض الإخوان، وقالوا: إن كثيراً من الناس وخاصةً العامة عقولهم ضعيفة والمظاهر عندهم مهمة، ولبس العباءة لمثل هذه المناسبة أفضل لتحقيق المصلحة.
فكون الإنسان يلبسها لهذه المناسبة ولو لم يكن من أهلها له مسوغ على الأقل، وكونه من العلماء أو المشايخ أو طلاب العلم الكبار -أيضاً- لا بأس في ذلك، لكن كون الإنسان أول ما يبدأ في طلب العلم يلبس العباءة، لا أعلم أن له وجهاً إلا التشبه بالعلماء، وتقمص هذه الشخصيات، وأن يجري الإنسان في ثيابٍ غير ثيابه، ويسابق في ميدان ليس له.