Q هل يكفي للشاب أن يحفظ القرآن ويتعلم أمور العبادة فقط دون التوسع في العلم ويكتفي بسؤال المشايخ بما يشكل عليه؟
صلى الله عليه وسلم الحقيقة هذا السؤال يتفاوت من شخص لآخر، فهل كلنا سوف نخرج علماء في الشريعة؟ الجواب لا، بلا تردد ولا إشكال، فالناس يتفاوتون قد يوجد من بيننا من يؤنس من نفسه الأهلية، ويحس بأنه يستطيع أن ينفع المسلمين من خلال تعلم العلم الشرعي، والعمل به، والتربية عليه، وتعليمه للناس، ولديه: قدرة، وذاكرة جيدة، وعقلية طيبة، ولديه رغبة وحرص، فهذا يمكن أن يتوجه إلى العلم الشرعي، ويركز جهوده عليه، ولو قصَّر في علومٍ أخرى، أو أهمل علوماً أخرى ليست من العلوم الواجبة الضرورية.
لكن قد يوجد إنسان آخر من بيننا لا يحس بالأهلية لمثل هذا الأمر، ويحس أنه يمكن أن يفيد المسلمين في علمٍ آخر: كعلم التاريخ، أو اللغة العربية، أو الطب، أو الهندسة، فهذه كلها علومٌ يستفيد منها المسلمون، وهي على أقل تقدير يمكن أن نقول: إنها من فروض الكفايات، لأن العلوم المباحة التي يحتاجها المسلمون هي من فروض الكفايات، فالذي يؤنس من نفسه القدرة على هذه العلوم أيضاً يتجه إليها، وقد يوجد من بيننا من ليس له مهنة في العلم وإنما هو يتجه نحو حرفة من الحرف، أو صناعةٍ من الصناعات، وقد تكلمت عن هذه النقطة في محاضرة بعنوان (التوازن في شخصية المسلم) .