خامساً: إعطاء الفرد دوره في النقد والتصحيح.
فالابن والتلميذ والشخص والمواطن، والداعية يعطى دوراً في النقد، كما كان عمر رضي الله عنه، من أقوى الشخصيات، كان الشيطان يخافه حتى أنه يهرب منه، إذا رآه في شارع {ما سلك عمر فجاً، إلا سلك الشيطان فجاً غير فجه} الناس كانوا يهابونه، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يضطرب الواحد منهم إذا دعاه عمر، ومع ذلك كانوا يصححون له، ولعلكم تعرفون أمثلة كثيرة، مثل قصة الرجل لما قال عمر: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا.
قام واحد من الصحابة، وقال: لا يا عمر، لا سمع ولا طاعة.
قال: لم يرحمك الله؟ قال: عليك ثوبان وعلينا ثوب واحد لا نسمع ولا نطيع.
فقال عمر: أين عبد الله؟ فقال ابن عمر: ها أنا يا أمير المؤمنين.
قال نشدتك الله من أين لي هذا الثوب؟ قال: والله هو ثوبي أهديته لك يا أمير المؤمنين، فقال الرجل: الآن قل يا عمر نسمع ونطيع.
وتعرفون قصة المرأة -إن صحت- وقد حسنها السيوطي وغيره، لما وقف عمر، وقال: لا تغالوا في صدق النساء.
فقامت امرأة وقالت: أخطأت يا عمر، إن الله تعالى يقول: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} [النساء:20] فيروى أن عمر قال: أخطأ عمر وأصابت امرأة.
حتى على المنبر يعلنها ليس هناك مانع، لا ينقص من قدره، بالعكس مازالت الأجيال تتمدح.
وتتمجد بهذه الأعمال الجليلة والمواقف التي تدل على الثقة بالنفس وقوة الشخصية.