دور الشيعة في أحداث الجزائر

أولاً: دور الشيعة في أحداث الجزائر.

وأقول: إن إيران التي تتبنى المذهب الشيعي معتقداً -ولا بد أن نقول هذه الكلمة- قد نجحت في الدعوة إلى مذهبها، وتحمست له، واستطاعت أن تمد الجسور في كل مكان، فوزراؤها يوماً في اليمن، ويوماً آخر في الأردن، ويوماً ثالثاً في سوريا، ويوماً رابعاً في مصر، وخامساً في الجمهوريات الإسلامية التي تفرعت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ويوماً هنا ويوماً هناك، أخطبوط متواصل من الاتصالات التي لا تنقطع، وجهود مكثفة غريبة، ونشاطات ومؤسسات ومشاريع اقتصادية، وتسليح وإعداد يطول منه العجب.

وإضافة إلى هذا فإن إيران قد أعلنت نفسها كقيادة للعالم الإسلامي كله، وهذه كارثة عظمى، لا بد أن نعترف بالحقيقة، أن المد الشيعي يتقدم الآن بسرعة، لماذا يتقدم؟ لأنه لا منافس له.

المد الشيعي يتقدم، وينجح الشيعة حتى في احتواء الحركات الإسلامية السنية، وإظهارها كما لو كانت أثراً من نشاط الشيعة في إيران، أو امتداداً لحركة الخميني.

وعلى سبيل المثال أحداث الجزائر -مثلاً- قلت سابقاً: ليس في جبهة الإنقاذ شيعي واحد، بل أعتقد أن الجزائر كلها ليس فيها شيعة مطلقاً، وهي حركة سنية سلفية واضحة نقية، ومع ذلك أتساءل أين أهل السنة؟ أين هم عن نصرة إخوانهم ولو بالكلمة الطيبة؟ هم عن ذلك عاجزون، ومنهم من لا يعرف أصلاً؛ لأنه غير مهتم بالموضوع، والذي يعرف يقول: في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء؟ وهكذا خذلت القضية من قبل أهلها، لكن الشيعة ليس في أفواههم ماء فهم يتكلمون بملء أفواههم عن هذه القضية، ويتحدثون عنها تحليلاً، ويناصرون المسلمين في الجزائر، ويتكلمون عنهم، ويتهجمون على مناوئيهم، ويكشفونهم، ويقولون كلاماً لا يملك العاقل إذا سمعه إلا أن يقول هذا الكلام في ذاته حق، ولكنه حق أريد به باطل، فإلى الله المشتكى من جور المبتدعة وضعف المنتسبين إلى السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كما أن الكثيرين يتساءلون عن أوجه التشابه بين الجزائر وإيران، وأقول: بينهما بُعد المشرقين، فالجزائر ليست إيران من وجوه كثيرة، منها: أن الجزائر أمة سنية سلفية، وإيران ليست كذلك.

ومنها: أن المسلمين في الجزائر لديهم وعي كبير، وارتباط بإخوانهم المسلمين في العالم الإسلامي بخلاف الإيرانيين فإن هناك عزلة رهيبة وكبيرة أحدثها انتماؤهم بل وتعصبهم للمذهب الشيعي الجعفري الإثنى عشري.

ومنها: أن الأوضاع في إيران أيام الثورة الخمينية، كانت تنذر بمثل هذا الحدث الذي جرى، أما الأوضاع في الجزائر، فإنه لا يتوقع أن يحدث فيها ما حدث، ولكننا مع ذلك كله نتوقع بل نجزم -إن شاء الله- أن الله تعالى ناصر دينه ومعلي كلمته، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر، في بلاد الجزائر أولاً، وفي كل بلاد الإسلام ثانياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015