هناك نظرية -أيها الأحبة- تتعلق بقضية الهم الذي يحمله المسلم، نظرية لأحد المؤرخين الغربيين، واسمه أرنولد تونبي وتسمى هذه النظرية "نظرية التحدي والاستجابة" أو "التحدي والرد" يقول: إن الحضارات تقوم على أساس وجود تحديات تواجه الإنسان، فيحتاج الإنسان إلى أن يستجمع قواه الفردية والجماعية من أجل مواجهة هذا التحدي والانتصار عليه، وبذلك يتحقق وجود الإنسان، ويستطيع الإنسان أن يتغلب على ما يواجهه من مشكلات ومصاعب.
نحتاج إلى هذه النظرية في هذا الحال، معلوم أن هذه النظرية ليست صحيحة من كل جوانبها، لكن المسلمين اليوم يواجهون تحديات كبيرة، تحديات من داخلهم وهي كثيرة، بل هي أصعب من التحديات التي يواجهونها من خارجهم، لأنه لو تنقى الصف الداخلي، لم يضرنا كيد عدونا شيئاً، لكن مشكلة المسلمين الأساسية في داخلهم، وكما يقول المثل: "سوس الخل منه وفيه".
فمشكلات المسلمين بالدرجة الأولى من داخلهم، ومع ذلك فهم يواجهون مشكلات صعبة جداً من خارجهم، ولمواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية، نحتاج إلى مسلم يشعر بهذا التحدي، ويعمل على مواجهته.