ألم تروا أحبتي الكرام إلى الأقليات في العالم كله، في كثير من الأحيان تكون هذه الأقليات منتجة فعالة، وقوية وغنية وذات نفوذ.
ماذا أعني بالأقليات؟ قد تجد -مثلاً- أقلية يهودية في بلد معين، عددهم قليل، فتجد هؤلاء اليهود يشعرون بأن المجتمع كله ضدهم، فيبدءون يخططون في تربية أولادهم، في تعليمهم، في إيصالهم إلى أرقى المستويات، وفي دعمهم، فيعملون على الوصول إلى الاقتصاد، ويعملون على الوصول إلى الأماكن المهمة، حتى تكون هذه الأقلية ذات نفوذ كبير، وقل مثل ذلك بالنسبة للأقليات المنحرفة، فقد تكون أقلية -مثلاً- شيعية في بلد سني، قد تكون أقلية نصرانية في بلد مسلم، تجد هؤلاء أو أي أقلية -بغض النظر عن نوعية هذه الأقلية- حتى لو كانت أقلية عرقية من جنس معين، أو لون معين، أو أسرة معينة، أو قبيلة معينة، تجد أن هناك شعوراً بالتحدي يدفعها إلى أن تكافح وتناضل، وتعمل على الوصول إلى مواقع مهمة، حتى تثبت وجودها، وتمنع نفسها من أن تظلم أو تهضم أو ينقص قدرها لماذا؟ لأنها تشعر بالتحدي.