أدب الإنصاف

الأدب الرابع الإنصاف: فعليك أن تكون الحقيقة ضالتك المنشودة، فتبحث عنها في كل مكان، وفي كل منعطف، وفي كل زاوية، وفي كل ناحية، وفي كل عقل، تبحث عن الحقيقة، وجرب نفسك ولا تبال بالناس رضوا أم سخطوا.

فكن باحثاً عن الحقيقة، وليعلم ربك من قلبك أنه ليس في قلبك إلا محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الحق الذي يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلتستخلص الحق من خصمك، ولو من بين ركام الباطل الكثير الذي ربما جاء به، وربما أجرى الله تعالى كلمة الحق على لسان الفاسق، أو على لسان الكافر أحياناً، ويمكن أن تستفيد من المحاور حينما يكون فاسقاً أو كافراً، عيباً موجوداً عندك، أو موجوداً عند المسلمين، أو تستفيد منه مصلحة دنيوية للمسلمين، أو تستفيد منه أسلوباً من أساليب الدعوة إلى الله تعالى ربما فطن له وغفلت عنه! ويقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي حفظه الله كلمة حكيمة جميلة: إن الذين -يعبر عن رد الحق عند كثيرين من المحاورين- لديهم ذكاء حاد لا يقبلون الصواب إلا إذا كان من عند أنفسهم، وذلك أن الله تعالى أعطاهم قدرات وطاقات عالية وفقوا بسببها إلى كثير من الحق الذي أخطأ فيه الناس، ولذلك لديهم من الثقة بآرائهم وعدم الثقة بآراء الآخرين ما يصعب معه على الناس إقناعهم بغير الآراء التي يرونها هم.

إن الاعتراف بالحق وإعلانه أيضاً لا ينقص من قيمة الإنسان؛ فكونك تقول ولو في مناظرة، أو محاورة، أو محاضرة: أنا أخطأت في كذا، هذا لا يعيبك، بل بالعكس هذا يرفع منزلتك عند الناس، ويدل على شجاعتك وقوتك، وثقتك بنفسك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015