ثانياً: ضرورة نشر الوعي الصحيح لهذا الدين بين المسلمين، وأن الدين جاء ليهيمن على كل شئون الحياة، ما جاء الدين ليكون عقيدة مستترة في قلبك بينك وبين الله فقط، ولا جاء الدين ليكون عبادة تؤديها في المسجد، ثم بعد ذلك تدع ما لقيصر لقصير وما لله لله، ولا جاء الدين ليهيمن على جزء ويترك أجزاء للطاغوت أو للشيطان، لا، بل جاء الدين مهيمناً على كل شئون الحياة، وجاء الدين ليحكم الدقيق والجليل، ويستلم الإنسان من يوم أن يولد فيسميه الإسلام -فيبين له أسماء تجوز وأسماء لا تجوز، وأسماء مستحبة، وأسماء مكروهة، وأحكام ما يتعلق بالمولود- فيستلمه من ذلك الوقت إلى أن يودعه في قبره، فيذكر كيفية الدفن، وأحكامه وآدابه، وما يتعلق بذلك هذا على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة بأكملها.
فهذا الشعور يجب أن يصفو لدى الناس؛ ليعرفوا أن الدين يجب أن يهيمن على الدقيق والجليل من الأمور، والكبير والصغير، ولا يشذ عن هذه القاعدة شيء؛ لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة:208] ويقول سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56-58] .