رابعاً: ضرورة وضع سياسة عامة للطباعة والنشر والتأليف، سواء في مجال الكتاب أو الشريط الإسلامي، الآن المكتبات الإسلامية ودور النشر، حدث ولا حرج، محلات الأشرطة الإسلامية حدث ولا حرج، لكن ما هو نوع الكتاب الذي يطبع؟ وما نوع الكتاب الذي ينشر؟ وما نوع الشريط الذي يطبع وينشر ويوزع؟ هذه مأساة!! قد تجد عشرات الأشرطة في قضايا جزئية، والله بعض الأشرطة التي أسمعها وأحلف بالله أني أستحي وأتمنى ألا يسمعها من خصومنا أحد؛ لأنهم سوف يجدون فيها ورقة رابحة يشهرونها ضدنا، فهي تتدخل في جزئيات الناس، وتتدخل في تفاصيلهم، وفي أمور ليس فيها نص من كتاب الله ولا من سنة رسول الله ولا من كلام أهل العلم، ولا فيها دليل!! تأتي تقول: يا أخي! افعل كذا وكذا واترك كذا، أنت تتحكم في أمور ليس لك مستند شرعي فيها! يا أخي نحن نعبد الله وحده، وليس من حقك أن تعطينا أنت رأيك الخاص، أو قناعتك الخاصة، بل تعطينا حكم الله ورسوله.
كونك تقول: يجب أن يكون حذاء المرأة أسوداً أو أشهباً، وينبغي ألاّ يكون برتقالياً ولا أصفراً، هل تعرفون فيها نصاً من كتاب الله أو حديثاً عن رسول الله روي بالإسناد الصحيح؟ لا يوجد.
كم سنتيمتراً يجب أن يكون طول كعب حذاء المرأة، واحد سنتيمتر، أو اثنين سنتيمتر، أو ثلاثة سنتيمتر؟! هذه ليس فيها نص من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح أننا نقول كما قال علماؤنا، فيما يتعلق بالكعوب الطويلة العالية التي هي خارجة عن المعتاد والمألوف، وفيها مفاسد وفيها مضار إلخ، لكن نقول: إن بعض الناس يدخل في تفاصيل دقيقة لا حاجة إلى الدخول فيها، فيحدد بالسنتيمتر والشرع لم يحدد بالسنتيمتر.
فنقول إذاً: مسألة الكتاب والشريط، وكثرة المطبوعات وكثرة الأشرطة، ينبغي أن تكون مضبوطة بضوابط معينة، لا مانع من نشر أي شريط نافع ما دام أنه تتوفر فيه شروط مضبوطة واضحة وصحيحة، ويسر الدعاة أن ينتشر.
لكن أيضاً يجب أن يكون هناك عناية بترويج كتب معينة، وترويج مواد إعلامية يعتقد أنها تخدم المصلحة العامة، وأنها تحقق هدفاً ودوراً في ظرف من الظروف الآن أو غداً أو بعد غد.