ضرورة الاهتمام بالفرد وكيفية استمراره

من خلال هذه الأمثلة المتفرقة نستطيع أن نقول: كل قضية نريد لها أن تنجح علينا أن نحشد لها جماهير الأمة بقلوبهم وعقولهم ومشاركاتهم، وهذا إذا حصل فهو مكسب كبير جداً للصحوة في كل مجال، الصحوة الإسلامية ليست منجزاتها محصورة فقط في الجانب السياسي، وإن كان الجانب السياسي جزءاً من الدين ومن الإسلام، ولا أحد من المسلمين يستطيع أن يخرج السياسة من الإسلام، لكن كل إنسان تكسبه لصالح الإسلام فهو خير.

المصلي الجديد الذي بدأ يتردد على المسجد هذا مكسب، والصائم الجديد الذي صام رمضان لأول مرة هذا مكسب، والتائب الذي انضم إلى مواكب الراجعين إلى الله تعالى هذا مكسب، حتى لو لم يأتِ منه إلا أن يصلي أو يصوم أو يذكر الله عز وجل، ولهذا تعرف في صحيح البخاري قصة الغلام اليهودي الذي كان بجوار النبي صلى الله عليه وسلم: {فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وبه الموت، فقال له: يا غلام قل لا إله إلا الله، فنظر إلى أبيه، فقال له أبوه: أطع أبا القاسم، فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم مات، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده، وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار} .

ماذا كسب الإسلام من هذا الغلام اليهودي الذي أسلم؟! أسلم ثم مات، ما قدم للإسلام شيئاً، لا مالاً، لا قتالاً، وجاهاً، ولا ولداً، بل ولا صلى ولا صام ولا حج ولا شيئاً من ذلك، لأنه تشهد ثم مات في ساعته، فدخل الجنة ولم يسجد لله تعالى سجدة، ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مسروراً بإدخال هذا الإنسان إلى الإسلام، وإنقاذه من النار.

فكل شخص أو فرد تكسبه إلى صالح الدعوة هو خير وبر، حتى لو وقف الأمر عند هذا الحد، ولكننا نجد الآن أن العنصر البشري الإسلامي كبير، والإحصائيات الرسمية تقول: ألف مليون، بغض النظر عن حقيقة هذا الرقم، هذا العدد أكبر من الدول، وأكبر من الدول الإسلامية، وأكبر من الجماعات الإسلامية أيضاً، وأكبر من الأشخاص، وأكبر من المصالح الذاتية هو رصيد عظيم للدعوة الإسلامية بكل حال، ولا زال هذا الرصيد غير مستثمر بشكل صحيح.

وهذه أمثلة لكيفية استثمار هذا الرصيد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015