سبب نجاح قضية أفغانستان

ولكن أيضاً مما ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن قضية أفغانستان كانت هماً للعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، المرأة المسنة كانت تعنيها أوضاع أفغانستان، وأنا أعرف امرأة قريبة لي إذا أتيتها أزورها حدثتني عن آخر أخبار المجاهدين الأفغان، وقالت: اليوم انتصروا، ومرة أخرى قالت: اليوم انهزموا، ومرة قالت: قتل منهم كذا، ومرة قالت: أصيبوا بمصيبة، فإن رأتهم على خير بكت فرحاً، وإن رأتهم على حزن بكت ألماً، وهي امرأة مسنة، هذه نموذج.

وبالمقابل كتبت لي امرأة عن طفل لها صغير يدرس في الرابعة الابتدائية في أحد مدارس تحفيظ القرآن الكريم، فتقول: إنه معني أشد العناية بأمر المجاهدين الأفغان، فهو يتتبع أخبارهم، وقد يبكي لهم أحياناً، وربما أخذ شيئاً من المال الذي يعطيه أبوه ليشتري به طعاماً أو شراباً في المدرسة، فأعطانيه، وقال: هذه للمجاهدين الأفغان.

أمة بأكملها كانت تتفاعل مع وضع المجاهدين الأفغان، إذاً كان هذا هم الجميع، ولذلك انظر قدرة الله تعالى وحكمته، تخلت الحكومات كلها عن المجاهدين الأفغان في الفترة الأخيرة، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله، وبداية طرح ما يسمى بالحلول السلمية من قبل الأمم المتحدة وغيرها، فتخلت الدول العربية والإسلامية عن الجهاد الأفغاني، وأسلمت المجاهدين وطالبت باكستان المجاهدين بالرحيل عن أراضيها، وأغلقت المضافات التي كانت تقام في بيشاور، ومع ذلك أبى الله إلا أن يستمر الجهاد الأفغاني، بل أبى الله إلا أن يحقق الجهاد الأفغاني أعظم انتصاراته، وأرقى مكاسبه، وأنجح أعماله في تلك الفترة التي تخلت عنه فيها الحكومات.

وفي هذا درس أن العبرة هو بتفاعل المسلم العادي، حتى ولو كان فقيراً أو شخصاً عادياً، أو ضعيفاً، أو رجلاً كبيراً مسناً، أو امرأة في بيتها، أو طفلاً صغيراً، المهم أن تكون مشاعر المسلمين وقلوبهم مع هذه القضية أو تلك من قضايا المسلمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015