كلمة أخيرة

إنه واجب على الجميع تقديم المصلحة الإسلامية العليا؛ مصلحة الأمة على جميع المصالح الذاتية وعلى جميع المآرب الشخصية، ولا يجوز أبداً أن تكون مصلحة حزب أو شخص أو قبيلة مقدمة على مصلحة الأمة بأكملها، ويجب أن نتفكر فيما يصلح للأمة ويصلحها، قال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سبأ:46] .

إن استقرار بلاد الإسلام هو من مصلحة الجميع، وهذه البلاد بلاد الإسلام ستظل هي بلاد الإسلام، فلن ينتقل الإسلام ليكون ديناً في الدول الغربية مثلاً، لا! هذه بلاد الإسلام، منها خرج، وإليها يعود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها} .

وبلاد الإسلام كلها علماء ومفكرون ودعاة يصلحون أن يكونوا فيصلاً في الأمور كلها، وإنه من العجب أن يرفع البعض راية المصالحة، ثم ترفضها جهات ما تعلن أنها سوف تستخدم الأسلوب الحاسم في مواجهة الإسلام والمسلمين.

إنه قضاءٌ على البلاد وجرٌّ لها إلى مهالك لا يعلم مداها إلا الله عز وجل.

هذه بعض الأوراق تتحدث عن مجموعة من الهندوس الذين جاءوا إلى هذه البلاد، وعلم الله أنه قد آذانا وأزعجنا أن تستقدم وزارة الصحة منذ شهر رمضان، بل وقبله وفي الوقت الذي كان المسلمون يذبحون على أيديهم في الهند، أن تستقدم عشرات بل مئات الأطباء والطبيبات من الهندوس وتزرعهم في جميع الوحدات الصحية والمديريات، وكان نصيب منطقة القصيم ما يزيد على اثني عشر هندوسياً بعضهم متخصصون في قضايا النساء والولادة.

من يأمن الهندوس على نسائنا وعلى أطفالنا؟! أفهذه الجائزة التي قدمناها لهم على تذبيح إخواننا هناك وعلى تدمير المساجد وهتك الأعراض؟! أفهذا هو الموقف المنتظر مع إخواننا المسلمين الذين استنصرونا في الدين، والله تعالى أمرنا بأن ننصرهم على عدوهم، ثم نستقدم أعداءهم ونمكنهم، ونعطيهم الرواتب الضخمة، ونمكنهم من أعراض المسلمين ومن عوراتهم ومن أجسادهم؟! إن هذا أمرٌ لا يجوز، وقد تم إنكاره بكل الوسائل الممكنة فلم يزل، فبقي أن أدعوكم جميعاً إلى أن تقوموا بالإنكار والاحتساب، وتخاطبوا بذلك أهل العلم وتذكروهم بالله عز وجل، وتطلبوا منهم أن يكون لهم موقف صادق في إعادة الحق إلى نصابه وإبعاد هؤلاء وإقصائهم عن مثل هذه الأمور بقدر المستطاع.

ثم هذه أيضاً مجموعة أخرى من الأوراق التي وصلت إلي من إحدى المؤسسات الطبية في الرياض، وهي مؤسسة ضخمة، وهذه الأوراق مما يشيب له الوليد، ففيها حديث عن التنصير، والدعوة إلى النصرانية، وفيها دعوة إلى دعم اليهود، بل فيها دعوة إلى التمرد على الدين الرسمي في البلاد، وفيها دعوة إلى الإباحية، وفيها إهانةٌ للقرآن الكريم ورفع للإنجيل، وفيها ألوان من الجرائم والموبقات الكبار العظام , ويمارس في داخل هذه المؤسسة أمور كبيرة وعظيمة، ومثل هذا الموضوع أنا بصدد جمع الوثائق حوله، وسوف أتحدث عنها إن شاء الله تعالى في حينها.

فأنا آمل من الإخوة وممن وجد شيئاً من مثل هذه الأمور أن يوافيني به، مع أن من الواجب أن نناصح بقدر المستطاع، ونبذل متى وجدنا آذاناً صاغية، أما حين تعرض هذا الآذان عنا، وتتحول إلى البحث والتحري عمن يكون مصدراً لتلك الأخبار لتقوم بإبعاده أو إقصائه، أو الحيلولة بينه وبين معرفة الواقع، فإن هذا لا يسوغ ولا يليق، وليس هذا هو أسلوب الحوار، ولا أسلوب العمل والتصحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015