أيها الأحبة: نظرة سريعة إلى الإعلام اليوم، وأنا مضطر إلى تجاوز الكثير لضيق الوقت.
لقد كان الإعلام منذ سنوات ليست بالبعيدة، إذا احتاج إلى أن يقدم صورة المرأة على شاشات التلفاز للطبخ -مثلاً- فإنك لا ترى من المرأة إلا كفيها وهي تقوم بعملية الطبخ، كانت هذه هي البداية، لكن ما هي النهاية؟ لا أحد -إلا الله- يدري ما هي النهاية؛ لأن النهاية ما تأت بعد.
ولكننا نستطيع أن نعرف ما هو الواقع الذي نعيشه الآن، البارحة وبالذات ليلة الأربعاء وفي الساعة الواحدة ليلاً وفي القناة الثانية برنامج: الكاميرا الخفية، باللغة الإنجليزية، ماذا يعرض على أولاد وبنات المسلمين؟ شاب إنجليزي وسيم الوجه، يلبس تنورة أسكتلندية واسعة فضفاضة، وليس عليه ملابس داخلية تستر سوأته، وأمامه مجموعة من الفتيات في الثامنة عشرة، وهو يريد أن يعلق إعلاناً على الحائط، فيطلب من هؤلاء البنات أن يمسكن بالسلم حتى يصعد، ويصعد فينظرن إليه من أسفل، ويتضاحكن ويتغامزن، ثم تأتي نساء كبيرات السن، يحركن عيونهن ويرفعن حواجبهن، ويتحركن ويتحادثن بلغة معروفة.
نعم هذا في شهر رمضان المبارك، يا أخي هذا ليس سراً، هذا يعرض على ملايين المشاهدين من المسلمين، وهذه القناة ليست وقفاً على الكفار ولا وقفاً على هؤلاء الغربيين الموجودين في هذه البلاد، ونحن نجد أن أكثر الناس يتابعونها، حتى ولو كانوا لا يجيدون لغتها.
أما الملابس فقد أصبح عادياً أن تظهر المرأة وعليها ثياب إلى ركبتها، بل إلى ما فوق الركبة، وهذه الثياب تنحسر يوماً بعد يوم، وإذا استمر ذلك، ولم تتحرك غيرة الغيورين فما الذي يدريك أن تعرض المرأة على شاشة التلفاز في بلاد الإسلام وهي في ثياب النوم، أو بثياب البحر، أو وهي تراقص الرجال بصورة أو بأخرى.
إن من يرى بداية الطريق يعرف نهايته، إذا لم يتحرك الغيورون، وإذا لم يؤخذ على أيدي القائمين على هذه الأجهزة، ممن لا يراقبون الله تعالى، بل ولا يراعون مشاعر المسلمين.
أما القنوات التي تبث باللغة العربية فقد أصبح معتاداً أن تظهر الفتاة، بل والفتاة من هذه البلاد، وهي تلبس البنطلون، وتجلس أو تقوم مع رجل صور في المسرحية أو التمثيلية على أنه زوجها؛ فهو يحادثها، ويضاحكها، ويدنو منها، ويلمسها، ويتحدث معها حديث الزوج إلى زوجته!! فإذا عرضت مسرحية كويتية بعدما لقي إخواننا في الكويت الآلام والابتلاءات من الله عز وجل، والاختبار وجدنا أن الأمر لم يزدنا إلا إعراضاً، فالفتاة تظهر بأبهى زينتها، بل وقد لبست اللباس الضيق الذي يشرب الجلد شرباًً وهو ما يسمى بالاسترتش وهو عبارة عن ثوب ضيق جداً إذا لبسته الفتاة فإنه يلتصق بجسدها كما يلتصق الشراب بالقدم، ويصفها ويصف حجمها، بل يضاعف من فتنتها وإغرائها، وإلى أمامها شاب في قوة الشباب، وريعان الشباب، وهو يلامسها ويحادثها ويدنو منها ويكاد أن يلتصق جسده بجسدها، ويعرض هذا في شهر رمضان المبارك، بعدما خرج المسلمون من صلاة التراويح، وبعدما بللوا دموعهم بالبكاء، وبعدما سجدوا لله لرب العالمين، وبعدما سمعوا كلام الله تعالى، وإذا بهذه المشاهد والمناظر المؤذية تكدرهم أو تغيرهم، هذا هو ما يقدمه الإعلام للمرأة المسلمة.