تجفيف المنابع في بعض البلاد

إنك تجد في بلادٍ كبعض بلاد المغرب العربي ترفع شعار تجفيف المنابع، أي: إزالة أي أثر للإسلام في الحياة في التعليم أو في الإعلام أو في المجتمع خشية أن يترك ذلك بعض الآثار على الأجيال، فيكون عندها شيء من الولاء للإسلام؛ مع أن الحياة هناك تريد لها أن تكون حياة غربية، ومع أن الراية الإسلامية المرفوعة هي رايةٌ مرنةٌ جداً، وملطفةٌ جداً، وفيها كثيرٌ من التنازلات، ولكن كل هذا لا يرضي غرور الخصوم، وفي بلد أفريقي تحكمه دولة أصولية -كما يعبرون- هناك قدر كبير من المرونة تبديه، ونوعٌ من الخطاب اللبق للعقلية الغربية، وتنازلات هنا وتنازلات هناك، لكن هذا أيضا لا يرضي الخصوم الذين لا يريدون حتى مجرد رفع الراية الإسلامية.

وفي البوسنة فالأمر أظهر وأوضح، فهناك مجتمع كان يقوم على أساس علماني في الأصل، وكان الاختلاط بين الرجل والمرأة، أو شرب الخمر، أو وجود أماكن ترفيه تحتوي على ما حرم الله أمراً مألوفاً في تلك المجتمعات التي يختلط فيها المسلمون بالصرب وبالكروات، وكلا الشعبين -أعني الصرب والكروات- من النصارى، ومع ذلك فالحرب قادت هؤلاء إلى مزيد من الالتزام بالإسلام والعودة إلى جذورهم وأصولهم، وتلك الأوضاع العلمانية التي قام عليها مجتمعهم لم تشفع لهم عند أعداء الإسلام من النصارى المجاورين وغير المجاورين.

والغرب يضغط على الجميع ليس هذه الأمثلة التي ضربت فحسب، بل في جميع بلاد الإسلام لاتخاذ مواقف مشابهة في محاربة الفرص الإسلامية، وتمهيد الطريق لدعاة العلمنة، أو دعاة الشهوة لينفذوا بسمومهم إلى مجتمعات الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015