وهذا -أيها الإخوة- ليس خاصاً بالخوارج فقط، بل هو عام في سائر أصحاب البدع، ولذلك نبينا صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفرق الضالة قال: {افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار -ومن هؤلاء الفرق الخوارج الذين هذا شأنهم- إلا واحدة وهي: ما أنا عليه وأصحابي -وفي رواية: الجماعة-} وقد صح الحديث بهذين الوصفين، والحديث ورد بصور عدة، حيث وصفهم: {بالجماعة} و: {ما أنا عليه وأصحابي} ووصف ضدهم -يعني الفرق الضالة- بما تقدم.