وخلاصة هذا التشبيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم شبه هؤلاء القوم لسرعة دخولهم في الإسلام، ثم خروجهم منه بالسهم الذي دخل في الطير المصيد بسرعة فائقة، وخرج منه قبل أن تتفجر العروق والشرايين بالدم، وقبل أن يصيبه شيء من ذلك، فتنظر في السهم بعد أن خرج من الصيد فتتعجب، ليس فيه دم ولا فرث، ولذلك عقب الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث بقوله: {قد سبق الفرث والدم} أي: هذا السهم الذي رمي خرج بسرعة، وسبق الفرث والدم فلم يصبه شيء منه، وهكذا هؤلاء القوم دخلوا في الإسلام بسرعة وخرجوا منه، وقرءوا القرآن وخرجوا منه ولم يتأثروا به.