لا يرفع لهم أجر

والوجه الثاني: أن قوله: {لا يجاوز تراقيهم} معناه: لا يرفع لهم أجره ولا يكتب لهم ثوابه، فهم يقرءون القرآن وعملهم هذا حابط عليهم، وليس لهم، فالقرآن لا يجاوز تراقيهم لسببين: الأول: وكلا المعنيين صحيح، فيقال: إنه لا يجاوز تراقيهم ولا يكتب لهم أجرهم، لماذا؟ لأنهم لم يقرءوا القرآن ليعرفوا الحلال والحرام، والحق والباطل، والهدى والضلال، بل قرءوا القرآن ليعلموا ما يوافق بدعتهم في الظاهر، فيؤلونه على ما يريدون، وأما ما يخالف بدعتهم فيردونه ويئولونه، فما يوافق بدعتهم يأخذونه كما يريدون، وما يخالف بدعتهم يؤولونه ويصرفونه عن ظاهره، ولذلك لا يكتب لهم أجره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015