أخذ الأيسر من أقوال أهل العلم

Q فضيلة الشيخ، يظن بعض الناس أن اتباع الأيسر من فتاوى أهل العلم، دارج على قاعدة التيسير، مع أنهم لا يلتزمون شيخ بعينه أو مذهب معين، أجيبونا أثابكم الله؟

صلى الله عليه وسلم إن بعض الناس يأخذون من الأحكام والفتاوى ما يناسبهم ويسهل عليهم، ويرون أن هذا من يسر الدين، وهؤلاء الناس هم أحد صنفين: إما أنهم طلاب علم، ويملكون معرفة الأدلة والبحث في كل مسألة، فهؤلاء لا يجوز لهم أن يأخذوا بالأسهل، بل عليهم أن يبحثوا؛ حتى يترجح عندهم بالدليل الصحيح قول من الأقوال، فيعملوا به، بغض النظر عما إذا كان أسهل، أو أشد.

الصنف الثاني: أن يكونوا من العوام ممن لا يملكون البحث ولا طلب العلم، فهؤلاء حكم العلماء وأهل الأصول بأن شأنهم التقليد، فينظر إلى عالم من العلماء الذين يثق بعلمهم ودينهم، وعفافهم وصيانتهم، ويتابعه فيما يشكل عليه من أمور دينه، ويأخذ فتواه ما يرى منها صعباً وما يرى منها سهلاً، أما أن تسأل هذا الشيخ عن مسألة، فإذا أفتاك بما تحب أخذت به، وإذا أفتاك بما تكره ذهبت إلى غيره، فهذا يخشى أن يكون فيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم: {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} [المائدة:41] يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: إن أفتاكم بما تحبون فأقبلوا، وإن أفتاكم بغير ذلك، فاحذروا، فالمسلم قد عقد العزم على المتابعة لله، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره، وكلمة الإسلام غالية، وليس مجرد كلمة تقال باللسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015