أولاً: أن من تشدد في أمر ليس من الدين عاقبه الله عز وجل أن يقيض له تشديداً آخر، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية قال: من شدد على نفسه في أمور ليست من الدين فإنه يبتلى بتشديد من وجهين: الأمر الأول: أن يقيض الله سبحانه وتعالى له من الأسباب الشرعية ما يجعله يواجه شدة أكثر مما كان من قبل، مثال ذلك: لو أن إنساناً نذر لله إن عافاه الله أو نجحه في امتحانه , أو شفى مريضه أو رد غائبه أو غير ذلك أن يصوم كذا أو أن يتصدق بكذا، أو أن يفعل كذا من العبادات، فهذا لون من التشديد على النفس بما لم يشدد الله به؛ إذ أن أصل هذا العمل الذي نذره الإنسان ليس واجباً عليه، ولكنه حين نذره صار واجباً عليه، وقد يعجز عن القيام به، فهذه أسباب شرعية -هذا النوع الأول- التي يشدد الله بها على من شدد على نفسه.
النوع الثاني: هي الأسباب القدرية، فيقيض الله له من الأسباب والأقدار ما يجعله يواجه ألواناً من الشدة، وقد ذكر شيخ الإسلام أنه رأى أنواعاً كثيرة من هؤلاء القوم، وفي الحديث الذي رواه أبو داود وسكت عنه لما ذكر الرهبان قال: {شددوا فشُدِّد عليهم} وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: [[شددت فشُدِّد عليّ]] فهذه نتيجة من نتائج التشديد.