السبب الثالث: هو ضيق عقول ومدارك كثير من الناس، وتشبعهم بطريقة من الطرق، مما يحول بينهم وبين سماع الحق، ويجعلهم كما وصف الله عز وجل: {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:32] .
إنَّ صاحب الحق لا يخاف على الحق الذي معه، فالذي يخاف هو صاحب الباطل، الذي يخشى أن ينكشف باطلة وينفضح، أما صاحب الحق فيقول: الحق يملء فيه، ومستعد أن يقف أمام أي إنسان، ويأخذ معه ويعطي، ويرد عليه بالبينات والحجج.
ولذلك فإن ما يفعله كثير من الناس من الانطواء على أنفسهم، ونظرتهم إلى الآخرين على أنهم لا شيء عندهم، وأن الخير محصور فيهم هم فحسب، إنه خطر عظيم، وقد يودي بالإنسان والعياذ بالله إلى شيء من العجب والغرور، وهذا لا شك محبط للإعمال.