أما الأمر الآخر من أسباب هذه الظاهرة فهو: الطبيعة المتشددة عند بعض الناس، فالله عز وجل خلق الناس متفاوتين في كل شيء، ثم كل إنسان يولد ويعيش ويتربى في بيئة، تؤثر عليه تأثيراً كبيراً سلباً أو إيجاباً، ومن الناس من هو لين الجانب، واسع الصدر، هادئ الطبع، وبشوش، وبسام، مقبل على الناس، محبوب لديهم، محسن إليهم.
ومن الناس من هو غليظ، جلف جافٍ، لا تراه إلا مكفهراً، مقطب الجبين، منقبضاً، معرضاً عن الناس.
ومنهم من هو بين ذلك، وهذه الطبائع من غير الممكن أن يتجرد عنها الإنسان، فإذا غفل المرء عن هذه الطبيعة الخاصة به، وصار يتكلم باسم الدين والفتيا، ويلتمس دون أن يشعر من الأدلة والأحكام، والفتاوى ما يناسب هذه الأدلة، ويتمسك به ويبتعد عن غيره ويتركه، فحينئذ يكون في ذلك الخطر الشديد.