صور من معاناة المسلمين (مشاركة شعرية)

لقد ذكرت لكم أمس، جزءاً من معاناة المسلمين الصعبة العسيرة، الموجودة في كثير من البلاد، هأنا اليوم أنقل هذه المعاناة بصورة أخرى، عبر كلمات منظومة شعرية، جادت به قريحة أحد الشعراء وهو الدكتور محمد بن ظافر الشهري، تعقيباً على مصاب المسلمات والمسلمين، الذي ذكرت بالأمس طرفاً منه: يقولان رفقاً بجسمي الرقيق فعيناك تهمي وفي الصدر ضيق وتحيا أسيراً لِحرِّ الأسى وإن كنت تبدو كحر طليق وقالا دع الهم أو بعضه ولم يعلما أنني لا أطيق فكيف السبيل إلى ضحكة وليس يقهقه صدر الخليق أنضحك والهدم في البابري ومن قبل في القدس شب الحريق وفي طاجكستان قتل لنا على القتل في سراييفو يفوق قتل المسلمون في طاجكستان، أكثر من مائة ألف مسلم قتيل، وعندي صورهم، ولولا حرمة المسجد؛ لأحضرتها لكم، مائة ألف مسلم قتلوا خلال أقل من شهر على يد الشيوعيين الذين تدخلوا في طاجكستان، كما تدخلوا في أفغانستان، وحاربوا المسلمين وألقوا بجثثهم في نهر جيحون، حتى صر النهر ماءً أحمراً من دماء المسلمين، وأما الذين هربوا إلى الأدغال والغابات فقد أنزلوا عليهم إنزالا مظلياً، ولاحقوهم وتتبعوهم بالرصاص، حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة.

أما الذين هربوا من هذه النيران والحروب، فهم يزيدون على ثلاثمائة ألف مسلم بين الرجال والأطفال والنساء وكثير منهم ذهبوا إلى أفغانستان، المشغولة بهمومها، المنهمكة في مشاكلها الخاصة.

وفي طاجكستان قتل لنا على القتل في سراييفو يفوق ويذبح راموس إخواننا على أرض مورو وما من شفيق في الفلبين هجمات شرسة من جيشهم على المسلمين في المناطق الجنوبية: وفي مقديشو تسال الدماء ليصنع منها لسان الغبوق وبث الصليب رجالاته برغم الخلافات عند الرفيق وفي إرتيريا وجاراتها ليخنقنا سام عند المضيق وكشمير والهند لا تسألا عن الهتك فيها لشعب عتيق فكم حرة مزقوا ثوبها ووالدها مثخن والشقيق ألم تسمعا أهل أبخازيا عشية نادوا نداء الزعيق أيا عرب السان فلتنفروا فإن التواني بكم لا يليق فما بعث القوم منا سوى غطيط فهم في سبات عميق وماذا يؤمل من ملأٍ أضلوا وضلوا سواء الطريق ومنهم مولون شطر الغروب ومنهم مولون شطر الشروق ويرجم فينا دعاة الهدى ويكرم فينا دعاة الفسوق ومتهمٌ كل ذي لحية من العرب بل والتقي الخليق فأي الفريقين أأبخازيا أم العرب أولى بعون المطيق هما كالغريقين في لجة فكيف يعين الغريق الغريق خليلي حل بإخواننا من الظلم ما لا يسر الصديق أذيقوا من الذل ألوانه فهل نتضاحك حتى نذوق وحتام نسفل في همنا وأعداؤنا همهم في سبوق ونشرب من قيء أعدائنا وإسلامنا فيه أحلى رحيق وتبقى هتافات أبنائنا تعيش النجوم يعيش الفريق هذه همومنا لا تتجاوز الكرة أو الفن.

وتبقى هتافات أبنائنا تعيش النجوم يعيش الفريق وتبقى وسائل إعلامنا لنشر الرذيلة والزور بوق ونغمس في الفن أولادنا لتخرج معشوقة أو عشيق إذا زرع الفسق في نسلنا فهل نتوقع غير العقوق ومن كان عبداً لأهوائه ستهوي به في مكان سحيق عجبت لمن سار نحو الهوى كسير الفراشات نحو البريق وإسلامنا فيه تمكيننا وفيه ننال جميع الحقوق فؤادي يخفق من حبه فتسري محبته في العروق فهيا نحيي به أنفساً وإن لم يشأ كل نذلٍ صفيق نجادل بالحق كل الورى ولا نرم من أسلموا بالمروق خليلي سيرا على منهجي على منهجٍ سلفي عريق وكفا عن اللوم ولتحملا معي الهم أو فاتركاني أفيق أيها الإخوة والأخوات؛ إننا لا نتحدث في مثل هذه القضايا؛ لمجرد أن نثير الهموم والأحزان، ولا أن نزجي وقت الفراغ، فإن الوقت ثمين وخاصة في هذا الشهر الكريم، ولكنني أشعر أننا وأنكم جميعاً بأمس الحاجة إلى من يحرك ساكن قلوبكم، وقلوبكن -أيتها الأخوات- بشكل خاص؛ لتتعاطفوا مع مصاب إخوانكم المسلمين وأخواتكم المسلمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015