أولا ً: أخوفك عواقب الظلم في الدنيا قبل الآخرة، فإن الظلم قسوة في قلبك، وضيق في رزقك، وحرمان من التوفيق، وفضيحة لك أو لولدك {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الروم:6] {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] .
ثانياً: وأحذرك -أيضاً- عواقب الظلم في الآخرة قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر:52] {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19،18] .
ثالثاً: تذكر أنك تتعامل مع إنسان كرمه الله تعالى واختاره واصطفاه قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70] إن بنات آدم وبنات حواء داخلات في هذا التكريم والتفضيل.
ألا تعلم أخي أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
ألا تعلم أن أخرى دخلت الجنة في كلب سقته فشكر الله لها وغفر لها فأدخلها الجنة: {إن في كل كبد رطبة أجرا ً} كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه.
فهلم أخي الحبيب! وسارع في اغتنام الأجور في بر والديك، والرفق بأهلك وزوجاتك، والإحسان إلى بناتك، والكرامة مع أخواتك، وبذل المعروف والندى لمن تعرف ومن لا تعرف.
رابعاً: إن كنت تريد أن تحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فعليك بعملهم من الإحسان إلى القريب والبعيد، والأمر لأهلك وأولادك وبناتك وأقاربك بالصلاة والزكاة والتقوى، قال الله عز وجل: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132] وقال الله عز وجل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ} [مريم:55] .