المثال الثالث: التعصب للقبيلة.
وهذا أمر عريق عند العرب، كان العربي الأول يقول: أمرتهم وأمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ فلما عصوني كنت منهم وقد أرى غوايتهم أو أني غير مهتدي وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشدِ (وأربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن) فنحن نجد اليوم التعصب القبلي يضرب بجرانه في كثير من البلاد والمجتمعات الإسلامية.
ليس هناك مشكلة أبداً أن يعرِّف الإنسان نفسه بأنه من قبيلة كذا وكذا، لكن المشكلة أن يتحول هذا إلى ولاء؛ بحيث تجد أن فزعة هذا الإنسان، وأن قيامه، وأن ولاءه ومحبته وجهده ينصرف إلى من يوافقه في هذا الانتساب، لكن لو جاء شخص من قبيلة أخرى، وربما يحتفظ بذكريات تاريخية أو قصص من الآباء والأجداد، فإنه يتجافى عنه وقد لا يساعده أو يعينه بل لو استطاع لضره، فهنا تحول الانتساب القبلي إلى نوع من الانفصال والانشقاق داخل المجتمعات الإسلامية.